سماء رمادية

كنت في المطبخ ذات يوم ولمحت والدتي مارة في الردهة القريبة بطرف عيني، بينما ماجدة الرومي تغني آهاتها الأوبرالية في منتصف ” مع جريدة“. قلت لها: تعرفين هالآهات كلها على إيه؟ توقفت وقالت باسمة: على إيه؟ قلت: لأنه أخرج من معطفه جريدة، وما انتبه عليها وهي على طاولة مجاورة. وضحكنا سوية.

سمعت في النهار خبراً أقلقني، أحزنني، وأربكني. بالترتيب. وقضيت باقي اليوم أحاول أستجمع اطمئناني الذي كاد أن يذهب مني شعاعاً. تحدثت معي أختي الكبرى هاتفياً. وسمعت في صوتها الرفق الصبور الذي يفضّل أن ينتظرني كي أبدأ الحديث عما يزعجني، عن الاختلاف الطفيف الذي تسمعه في صوتي. حاولت أن أطمئنها علي بأن أتحدث عن مواضيع مختلفة. أن أبثّ في صوتي خفةً مبتهجة ما أدري من أين أتيت بها، ولكني متأكدة الآن أنها لم تنطلِ عليها.

أنهيت المكالمة. اكتشفت صينية حلا أرسلتها قريبتي بالأمس. أتيت بالصينية بأكملها إلى الطاولة، على أساس أن السكر سيقدم لي دعماً ما. أكلت ملعقتين بالكاد، وأعدت الصينية إلى الثلاجة.

عملت قليلاً على شيء يُفترض أن أقدّمه مبكراً في الأسبوع القادم وكنت قد قصّرت في العمل عليه الأسبوع الماضي. ثم اهتديت لمشاهدة مسلسل تركي ” التفاح الحرام” تتحدث عنه قريباتي بحماس، وأنا لست من متابعي الدراما التركية. لكن وقتها شعرت أنها- بخفّتها- قد تكون رفقةً طيبة. شاهدت الحلقة الأولى كاملة..

الآن أنا في ظلام دامس، قبل أن أغمر المكان به مررت بعيني على فستانين طلبتهما قبل أسابيع ووصلوا بالأمس. فكرت أن أرتدي أحدهما، الوردي المشجّر، اليوم. على سبيل المقاومة ورفع الروح المعنوية. لكني كرهت أن أحمّله هذا العبء العاطفي، وفضّلت أن أحتفظ بهما على الطاولة للتذكير بأن هناك أشياء جميلة تنتظر.

أكتب هذه التدوينة على ملاحظات الجوال، وأستمع لألبوم ” ابحث عني” لماجدة الذي قررت أن يكون الملاذ الآمن لمشاعري. اليوم انتهى. غداً يأتي بحكايا أطيب، وبنهار ممتد وبسماء زرقاء.

فكرة واحدة بشأن "سماء رمادية"

أضف تعليق