مِسك

السيّدة صفيّة عبدالقدوس يونس ستذهب اليوم للسوبرماركت. 

في قائمة التسوّق مبيّض للملابس ودرزن من مزيل العرق، عصير تفّاح فوّار وكرتون سنتوب حجم صغير. سترسل رسالة على الجروب تذكّر ساكني البيت برحلتها القريبة. وستتصل على الابنة التي لا تطّلع عادةً على الرسائل في وقتها تأخذ منها طلباتها شخصياً. ستكتبها بالقلم الأسود على ظهر ورقة من تقويم السنة الماضية مخصص لهذا الغرض. سترتدي عباءة التسوّق العملية، سوداء منقّشة بأوراق خريف سوداء أيضاً تحتفظ بها من سنوات طويلة، تحوي جيوباً واسعة كيلا تحتاج إلى حمل شنطة يدّ. الأمور أسهل هكذا. 

بعد ساعة ونصف امتلأت العربة لكن السيّدة صفيّة تصرّ على دفعها بنفسها. ستتوقف عند النُقلي. ستبتاع كاجو بخمسة ريالات في قرطاس، وفستق بثلاثة ريالات أخرى. 

ستفرغ قرطاس الكاجو في قرطاس الفستق. تحكم إغلاق القرطاس المنتفخ وتضعه في جيبها. تطوي القرطاس البنّي الخالي على نفسه حتى يصل للسماكة المطلوبة. تثني ركبتيها بدون أن تنحني لتصل لمستوى عجلات العربة. تدفع بالورقة إلى الفراغ بين محور الدوران والعجلة. تستقيم. تعيد تحريك العربة فتتحرك بيسر كما يفترض أن تتحرك. 

تنقل الأكياس للسيارة. تعيد العربة لمكانها كي تتلقاها منها صبيّة في العشرين بابتسامة شاكرة ومعتذرة بلا سبب.

أضف تعليق