سلام في الغابة

تدوينة اليوم هي في الحقيقة واحدة من سلسلة رسائل كتبتها بين ٢٠٢٠ و٢٠٢١ في نشرة بريدية باسم ” رسائل من مايا”. عدت إليها اليوم لعلها تنفع، كما نفعتني.


نشرة اليوم عن الحاجة المتسللة لأن تمتد يدك بالجمال الأخّاذ إلى هذا العالم. 

ليس لطموح مهني، وليس لرغبة في أن يقدّرك أحد، وليس- حتى- لرغبتك في أن تضيف قيمة إلى هذا العالم. 

هي حاجة روحية. يقول الشيخ حمزة يوسف أن الإسلام قد وضعها في أعلى مراتبه. 

الإيمان هو الحاجة إلى الحقيقة المطلقة، لا إله إلا الله.  

الإسلام هو السلوك الطيّب الذي تتعامل به في دنياك. 

أما الإحسان، فهو الحاجة البشرية العميقة لصناعة الجمال والإحساس به. 

في أواخر الصيف اللي فات كانت الزغاريد تصلني من مكان آخر في المنزل. تغاريد متقطّعة، لكن الروح التي تطلقها تأتيني متصلة بلا انقطاع. الأهل أمام شاشة الآيباد لحضور حفل زفاف قريبي في القاهرة، لم يستطيعوا حضوره لظروف الأزمة التي يمر بها العالم. وعندما أمر بهم من وقت لآخر، أجد العيون نديّة، والابتسامات حنيّنة ومتونّسة. أعود لمكاني، وأجد تايلر سويفت فاجأت العالم بألبوم جديد بعد شهور قليلة- على غير عادتها- من إصدارها الألبوم السابق. ألبوم يانع، شجي، وبدون الضجّة المدروسة التي اعتادت عليها لتسويق موسيقاها على أسابيع.

لست شغوفة بالمناسبات الاجتماعية، ولست أيضاً من عشاق تايلور سويفت، لكني أسعى للإحسان، وأقدّر وجوده. زغاريد والدتي إحسان. وألبوم تايلور إحسان. 

أذكّر نفسي هذا الأسبوع، وأذكرك، بأن نأخذ خطوة إلى الوراء. أن نتنفس بعمق، وأن نؤمن أن وجودنا في حد ذاته، مسبّحين ذاكرين الله، هو إحسان. وأن السعي مستحب، ولكن الأصل هو أن نجد القيمة داخل حدود الذات. أن نفكّ الارتباط بين الحياة ذات القيمة، و ” إنتاج” القيمة. الأولى ضرورية ومتحققة بمجرد وجودك. والثانية خيار ثانوي، تسمح به الأيام أو لا تسمح، يأتي أحياناً ولا يأتِ أحياناً أخرى. لابأس.

فاطمة (٢١-١-٢٠٢١)

وكل عام وأنتم بخير.

أضف تعليق