عن الوداع والشقاء والحب والأمل 

يضيء الغرفة نورٌ جانبيٌ أصفر، مع الشمس الهادئة التي تدخلها من النوافذ الزجاجية. أواجه اختيارين، أوازن بينهما قبل أن أختار. إما أن أدع الدموع تنهمل بهدوء على خدي، أو أن أفتح الكرتون الأخضر الذي يحوي نصف تورتة شوكولاتة وأغرس شوكتي البلاستيكية فيه وأنا أقرأ رواية تجري أحداثها في فيلا شاطئ تاورمينا الإيطالية. 

متابعة القراءة عن الوداع والشقاء والحب والأمل 

مُرجان

أتمّت السيَدة صفيّة عبدالقدوس يونس عامها السابع والخمسين اليوم صباحاً. يبدو أن الكل قد نسي الأمر، وأوّلهم صفيّة. ربما السرير يشعر بعضلاتها المتعبة، والخُفَ يشفق على قدميها من تشقق الجلد وطول الوقوف، لكن من يهتمّ لما تشعر به الجمادات؟ الحياة لابد أن تستمر. 

متابعة القراءة مُرجان

هنلي وبرتني وقطعة خبز

ابتعت التيشرت الهنلي في الصورة أعلاه قبل قليل استعداداً لشتاءات جدّة الناعمة التي تتطلب، فقط، كمّاً طويلاً دافئاً بعض الشيء، وليس خانقاً، عند التمشّي على رصيف الشطّ والتعرّض لضربات الهواء البحريّة. 

متابعة القراءة هنلي وبرتني وقطعة خبز

تحطّ الفراشة على كتفي

ألوانها داكنة. لكن أعجوبة.

الشاي غرّق الساندويتش، للأسف، والسمكة ذات الزعانف الصفراء والحرشفات الداكنة تدور وتتمخطر في جانبي الضحل من البحر. أجلس على كرسيي الأزرق، أريح من الصبّات الاسمنتية المتاحة على الواجهة، لكنه ليس مريحاً تماماً بالضبط. عقلي ليس خاوياً، لكنه يبدو لي خاوٍ، وأعبئ قلبي بالذكر. 

متابعة القراءة تحطّ الفراشة على كتفي

طائر في آخر السرب

اليوم الأحد. السابعة صباحاً وكسور. كسور كثيرة. اقتربنا من الثامنة. 

كنت أودّ بدء موسم العمل الجديد وأنا أرتدي قميص كتان أبيض وتنوّرة نيليّة مُرقّطة، شعري في تسريحة عفويّة مُتقنة، وأحمر شفاه غامق ميّال للأحمر مع سوار لاكيه هندي رفيع ومُطعّم بأحجار كريمة. 

الحقيقة أنني أرتدي تيشرت بلون وردي توقّفت عن حبّه- اللون وليس فقط التيشرت- منذ زمن، لكن يدي امتدت له دون تفكير. شعري ملموم في ذيل حصان من الليلة الماضية، ولم أفكر ثانية في أن أرفع رأسي لأرى وجهي في المرآة بعد غسله. مع ذلك أقول: كتّر خيري. وكتّر خيرنا كلّنا. الحمدلله على نعمة المُضيّ رغم الرغبة الكاسرة في الاستبقاء. 

متابعة القراءة طائر في آخر السرب

خاطرة وسط النهار

يعذّبني أن غيماً كثيفاً إذا اعتمّ القلب و(اغتمّ) يأتي بذهني كثيفا كثيفًا بطيءْ.

ويحزنني أن رعداً يهز جبال العذاب بقلبي. عنيفًا.. عنيفاً يجيءْ.

ويقتلني أن برقاً يشعُ بصحراء روحي.. ولكنه لا يضيءْ.

سليمان الفليح رحمه الله

من ديوان ” أحزان البدو الرُحّل”

ضوء الزيتون

أغلب الأيام أجبر نفسي على كتابة صفحات صباحية. أفتح الصفحة ما يكون عندي ولا فكرة. أقول معليش. أضع كلام بسيط وخفيف وماله لزمة. أكلت ونمت وأدرت وأردت. وأتساءل عن جدوى الصفحات، ومتى سأكتب شيئاً له معنى يحقق الوعود التي يبيعها أصحاب اليوميات. أقف على ناصية الحلم وأنام. أو أعدّد الخضروات التي أريد أن أجدها في شوربة اليوم. أتأرجح هذه الأيام بين البروكلي والملفوف. وأحياناً القرنبيط. الحمدلله على النعمة، وأغاث ربنا رب الناس الناس عاجلاً غير آجل. 

متابعة القراءة ضوء الزيتون

خطوات في ردّ الدمع

١- كلما تصاعد الدمع لعينيك، همهمي بأغنية شعبية ذات رتم سريع. سيعود الدمع من حيث أتى. هذا تكنيك قرأت عنه بالصدفة في رواية ما، ولمّا جرّبته اكتشفت فعاليّته. 

متابعة القراءة خطوات في ردّ الدمع

حبّ كقطعة بسبوسة

اليوم لا أستطيع أن أعطي حبّاً غامراً يُقاس بالكوم، ولا حتى بالجردل. مالديّ اليوم هو حبّ كقطعة بسبوسة. أقدمها مربّعة، مربّعة الأبعاد مضبوطة الحلا والمقاسات على صحن مشجّر منقّش مستدير.

متابعة القراءة حبّ كقطعة بسبوسة