فنّ الانتقال السلس من كعبول إلى تدرين وأدري بنفترق

لما يقولك عقلك روح، روح. لا تقول لأ. ما يصير. عيب ما ينفع. صلّي على النبي يابن الناس.

أوكي. صلّي عالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام، بس روح. لا تنثني.

ليش؟ لأن عقلك له حكمة. أنت ماتعرفها. ولو حاولت تركز بتخدش السطح بس. هناك عمليات خفيّة تجري في سُباتك واستيقاظك. تدفعك لأن تنتقل من مكان لآخر. وكلما استجبت للعمليات أكثر، تطوّرت وزادت من نشاطها، ونقلتك عبر الزمان والمكان والكواكب والأكوان.

لذلك لما تكون وسط اجتماع. وتفكر: كعبولٌ كعبول، الكلب الأكول، روح اسمع كعبولُ كعبول على اليوتيوب. آمل إنك تكون أوريدي مشترك في يوتيوب بريميوم إذا تقدر عليه، لا تضيع ذرّات عقلك في إعلانات هنجر ستيشن أرجوك إذا كان هذا في استطاعتك. ولّا.. وطّي الصوت. لأن أي شيء آخر تسمعه ماله علاقة بكعبول قبل ماتسمع كعبول راح يخرب عليك وعلى عقلك العملية العقلية الدقيقة اللي صارت ودفعته ليطلب منك أن تسمع كعبول حالاً بالاً.

ولما تخلّص كعبول، ويطلب منك عقلك مباشرة أن تسمع ” يا نجمة في كل الفصول يا فرح عيّا لا يطول“، وهي أغنية عندما سمعتها لأول مرة هبطت بقلبك لأعمق أعمق أعمق أعماق الحزن، لكنك الآن تسمعها وأنت تقشّر يوستفندي، (هذه ليست غلطة مطبعية، أتخيّل أن السادة المصريين ينطقوه بهذه الطريقة رغم أنهم غالباً لا يفعلون). المهم أن عقلك لما يطلب هذا منك، لا تعقّله. بل أنت اعقل، واسمع كلامه.


أنتقل من صباح حافل بأعمال صغيرة لمشروع زي الهمّ على قلبي. والمسؤول مش المشروع، أنا المسؤول، هداني الله. لما العقل/ الذات/ تتمسك برؤية معيّنة لا تخدمك وتقصّر عليك الطرق، وتخاطب مخاوف ربما تكون صبيانية مخفية لديك.. تصبح الأمور صعبة. والمهام ثقيلة بل ومستحيلة. وشعورك بالتقصير يتعملق. لكن نستعين بالله ونطلب منه الرشد والإلهام. واليوم إن شاء الله نكمل البرزنتيشن.

كنت أنوي أن أكتب عنوان هذه التدوينة فقط. لأنه أعجبني. ولأنه طويل. ولأنه يكسر قواعد ترتيب الأفكار والهيكلة. واليوم عنوانه كسر الأفكار النمطية، والثورة على اللازم والمفروض وتوقعّاتي من نفسي، إذا كان هذا اللازم والمفروض وتوقعاتي عن نفسي ليست في مصلحتي، ولا تخدم المعنى ولا الغاية. لكن العنوان كمّل التدوينة بنفسه. سلس، ومرتاح مع نفسه. والفكرة المهمة اللي أحب أتذكرها هي: نرتّب البيت الداخلي، أهم شي الواحد يكون مرتاح مع نفسه، وهو معنى وهدف يستاهل نتعذّب شوي في سبيله. والحمدلله على النعمة واللطف.


ثمّ:

كم هو جميل اسم غاية؟ هل هناك أجمل منه؟

الغين تتأرجح بين غوايش الذهب والغواية. والألف والياء ترفعان الصوت للسماء وتأتيان بالنُبل للأرض، ثم ينتهي بتاء مربوطة. بنّوتة صغيرونة رقيقة ومدللة.

رحم الله أباك يا غاية. وحفظ لك أسرتك الكريمة.

أضف تعليق