طائر في آخر السرب

اليوم الأحد. السابعة صباحاً وكسور. كسور كثيرة. اقتربنا من الثامنة. 

كنت أودّ بدء موسم العمل الجديد وأنا أرتدي قميص كتان أبيض وتنوّرة نيليّة مُرقّطة، شعري في تسريحة عفويّة مُتقنة، وأحمر شفاه غامق ميّال للأحمر مع سوار لاكيه هندي رفيع ومُطعّم بأحجار كريمة. 

الحقيقة أنني أرتدي تيشرت بلون وردي توقّفت عن حبّه- اللون وليس فقط التيشرت- منذ زمن، لكن يدي امتدت له دون تفكير. شعري ملموم في ذيل حصان من الليلة الماضية، ولم أفكر ثانية في أن أرفع رأسي لأرى وجهي في المرآة بعد غسله. مع ذلك أقول: كتّر خيري. وكتّر خيرنا كلّنا. الحمدلله على نعمة المُضيّ رغم الرغبة الكاسرة في الاستبقاء. 

لدي ٤ تابات في المتصفح على الشاشة أمامي. واحدة لليوتيوب، وفيها فيديو معنون بـ: لابأس بالتمهّل اليوم. بقيّتها للعمل، واحدٌ منها إيميل أبلغ فيه عميلاً برغبتي في الاستمرار بتعليق العمل شهراً قادماً، مع إنهاء ماتبقّى من متعلّقات سبتمبر خلال ذلك.

الثانية عشرة وكسور. كسور كثيرة. اقتربنا من الواحدة ظهراً. 

ارتديت ما كنت أعد نفسي به، وإن كنت استبدلت التنورة ببنطال أزرق بحري، ولم أرتدِ السوار اللاكيه. كسّلت. أحمر الشفاه على الطاولة فوضعته أيضاً. وأنهيت لقاءً سريعاً مع العزيزة الصديقة رفيقة العمل، وجلست على كرسيّ أشرب القهوة. 

لا أعرف فائدةً لكتابة هذا الحديث. لكني مع ذلك أكتب. بطلة مسلسل مفضّل تكسر صمتها بعد حلقات طويلة من العناد والمقاومة- مسلسل تركي فيعني حلقات طويلة فعلاً- وتقول: أريد أن أتشافى. كتابتي هنا صوتٌ خافت يقول أنني أودّ أن أستعيد. أستعيد ماذا؟ لنبدأ بمكاني هنا، وقطوف حياتي اليومية التي بدا وكأن سلّتي قد خلت منها. لا، السلّة مليانة إن شاء الله. أعرف ذلك. وأستعين بالله ولا أعجز. 

فكرة واحدة بشأن "طائر في آخر السرب"

اترك رداً على ' إلغاء الرد