عندي عدو واضح، أحاربه في صوتي وبصوتي.
النبرة الاعتذارية عند السيدات. ابتداءً من استخدام ” أعتقد، وربما، ويمكن” في أمور ينبغي أن تكون عباراتنا حاسمة وقاطعة فيها، لأنها لا تحتمل الربما واليمكن، مروراً بالمحاولات الحثيثة للهروب من الثناء المُستحَق والتشكيك في مصداقيته وحجمه، وانتهاءً بتصغير الإنجازات، والتعامل مع الإنتاج على أنه ” أقل” مما يجب، وأن هناك آخرين يقدمون أكثر.
ومالنا نحن والآخرين يا رفيقتي التي ما تسمع الكلام؟
اليوم وصلني إيميل من سيّدة كلمتها مسموعة في مجالها. تؤلف الكتب، وتكتب المقالات، وتحاضر. ومع ذلك حديثها عن نفسها اعتذاري. انتفضت أعصابي. هذه العبارة الملائمة لوصف ماحدث. ليس فقط لوجود هذه النبرة الاعتذارية، بل لأنني كنت متوقعة كثيراً مقاومتها إن اقترحت عليها تعديلها. رددت عليها مع ذلك بأفكاري، والمفاجأة السعيدة أن توقعاتي كانت مخطئة تماماً. تقبّلت الفكرة بدون مقاومة (وبدون اعتذارات أخرى)، وتخلّصت مما لا يليق بمشوارها.
لم نعتذر؟ ولم اعتذاراتنا خفيّة كدبيب نملة، ومع ذلك يلتقطها الآخرون ويسمعها الكل- فيما يبدو عدانا- بوضوح؟ هل لأننا لا نرى استحقاقيتنا؟ هل لأننا نشعر بأن من التهذيب ألا نفترض قيمتنا، بل ندع الآخرين يضعوا لها تعريفاتهم ويمنحونا التقدير المناسب..؟
هل لأننا نريد أن نحمي أنفسنا بشكل استباقي من ” الحقائق” التي نشعر بها عن ذواتنا، ونخشى أن نستفز الآخرين فيطلقوها في وجهونا، وإن أطلقوها تأكدت.. لكن طالما هي في ظلام أعماقنا، فهي بين الشك واليقين؟
ربما هذا وأكثر. كل واحدة منّا وحقائبها التي تحملها من طفولتها وتجاربها. لكن في النهاية النتيجة واحدة وإن اختلفت الرحلة. لنتعامل مع محتويات هذه الحقائب، لنتوقف عن دعم الأفكار الآيلة للسقوط بمزيد من الدعائم المؤقتة، ونختار أن نرى ونعيش ونعرض حقائقنا بدون حاجة للاعتذار عنها.