الامتداد بديلاً

‏هناك مشروع عملت عليه منذ أكثر من عشر سنوات. وصلت فيه لطريق مسدود في مرحلة ما، ووجدت أن من الأطيب أن أتركه بلا رجعة. وهكذا فعلت.

‏منذ شهور قليلة بدأت أشعر بخسارته. لم أندم على قراري، بل أعزو رضاي عن حياتي اليوم إلى ذلك القرار الذي اتخذته وقتها بفضل من الله. لكني أشعر الآن بالحنين إلى المشروع نفسه. إلى أهدافه، إلى منتجاته، إلى الحالة العقلية المثمرة التي آتي بها إليه، ويأتي بها إلي. وأحياناً أتساءل، إن قررت العودة إليه، وباب العودة مفتوح، ما الجمال الذي يمكن أن أقدمه إليه، بكل ما أعرفه اليوم، ولم أكن أعرفه قبل عشر سنوات.

لكن العودة تعني التنازل عن كثير مما أعمل عليه، ولأجله اليوم. ولذلك هي في الحقيقة غير مطروحة للنقاش. لكن الفكرة نفسها، يبدو لي، توفّر نوعاً من السلوان لشعوري بالفقد.

بالأمس قضيت ليلة يغزلها الشجن. اليوم استيقظت بدون شجن، وعلى أمل. وبينما أمارس روتينات الصباح، كنت أفكر بمسألة ما نتداولها أنا والصديقة ذات العيون اللوزية. فجأة غمر روحي إحساس بالطمأنينة وتطييب الخاطر. راجعت نفسي، من أين هلّ علي الندى.. ووجدت أنني سقيت المسألة الجديدة بحنيني إلى المشروع القديم، فطاب إحساس الخسارة، وارتوت التربة التي لم تمتلئ بالخضرة بعد.

أن أوظّف مشاعري للماضي لأبني جمالاً في المستقبل. هذه فكرة لم تخطر ببالي من قبل.

لا أسعى للتعويض عن الخسارة، بل أمتد من خسارتي لغناي، فلا تعود الخسارة، كقصّة، هي الختام..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s