يزورني الشجن. بلا دعوة ولا ترحيب. ربما باستسلام ناضج لا يرغب في المقاومة. تريد زيارتي الليلة؟ أهلاً وسهلاً. تفضّل بجانبي هنا. شاي؟ قهوة؟
الدور على كارول سماحة في القائمة الموسيقية. تقول أنهم لم يعودوا “ يتحملوا بعض“. للأسف.
لم أتعثّر في الخطوات. قمت بما هو عليّ وما قصّرت. فإن أراد الزائر أن يهبط بكنفه على ليلتي، لا مانع لدي. قد تكون الروح قد قست وتحتاج لرقة، وللمطر يطرق النافذة.
لدي رواية أحبها. كومرون سترايك وروبين آلكوت يلتقون للمرة الأولى. أعرف أنني إن توقفت عن الحديث، سأجد بين صفحاتها ملاذاً دافئاً.. لكنّي لا أريد. ليس بعد.
أفكر في أطياف من حياة سابقة. ملامح أعرف أنها لم تكن لتظهر إن لم تكن سيرتي استُدعيتْ بطريقة أو بأخرى. ولكني لا أود أن أطيل الوقوف، وبالتأكيد لا أرغب الاستجابة للنداء البعيد. أفضّل أن ” أتدفق من ذاتي إلى الأمام“. العجيب- ما يدفعني إلى الابتسام- أن زائر الليلة، الشجن، يؤكد لي أن أطياف حياة قادمة لا أعرفها ولا أعرفهم بعد، ينتظرون قدومي إلى هذا الأمام.
تمام. آتي. ولكن على مهل. أتهادى.