وزنيّة الودّ

عندي ضيوف أعزّاء، يأتون بعد ساعة.

لازلت في فستاني الصباحي. قطني مخطط بألوان ثمانيناتية. شعري ملبّد بكريم عناية قررت أن أضعه في النهار علّه يعطيني لمعاناً في الليل. وأريد أن أعدّ السلطة. وأن أنتقي صحون العشاء. غالباً زرقاء بنقوش مراكشية. لا. لم أبتعها، بل هي من جهاز والدتي والله أعلم، ولازالت محتفظة برونقها وكأنها لُفّت بالورق أمس.

وتسألني ماذا أفعل؟ وِل.. أكتب تدوينة بالطبع. وأستعد لصلاة المغرب. وفي أذني سماعة، كانت تحمل صوت عبدالله الرويشد، ” الغريب إنّي وأنا جنبك غريب”، وتوقّف احتراماً للأذان.

قررت اليوم أنني سأنشغل بالضيافة أكثر قليلاً مما هو معتاد. تسألني- مرة أخرى؟ مستمع جيّد وكريم- لم؟ لأنني اليوم صرفت طاقة اجتماعية أعلى بكثير مما أصرفه عادة في العمل. وأمس أيضاً، تحدثت ٥٠ دقيقة مع عميل عزيز، ولكن لأمر ما، لم تكن المحادثة موفّقة كفاية من ناحيتي، واستهلكت طاقتي.

القرار واحة وملاذ. غالباً معزّة الضيوف- أحبهم وأودّهم وأفرش لهم غرف القلب- ستجعلني أنسى تعبي، وأنهمك في الحديث والسماع والابتسام بل وأمد يدي لألمس كتف تلك وأحتضن هاذيك. لكن مجرد أن يكون لدي تخيّل معقول عن أمسية لا تتطلب مني الكثير من الشحن، يعطيني طاقة تسمح لي- مثلاً- بكتابة التدوينة. وببعض من البهجة المتّزنة.

الساعة تقترب من السابعة والنصف. سريعاً سريعاً أتوقف عن الكتابة. أنسخ الكلام، ألصقه على الوورد برس. أرسل تحيّاتي لقرّاء أعزّاء، وأذهب للصلاة.

رأيان حول “وزنيّة الودّ”

  1. نحب ان نتخيّل تلك الراحة يافاطمة ، وكم سيسرّني لو كنت ضيفة على أحدهم أن ألقى كل هذا السِعة والراحة من المُضيف ، أتمنى أن يومك انقضى بمتعة كالتي وجدتها هُنا💕

    Liked by 1 person

    1. يجبر خاطرك هيفاء ⭐️⭐️ الأمسية كانت سعيدة، وفجأة تحوّلت لعيد ميلاد مُرتجل، استخدمنا فيه شمعات إيكيا وزينة الفصول المدرسية القديمة والعديد من البالونات 😂

      إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s