ونلمّ عاد الحكاية

تشيّد حوائط الصدّ حولك. ذاتك طريّة، معرّضة للكدمات والأذيّة إن خرجت لوحدها تمشي بدون حرّاس في المدينة الكبيرة.

أقم الحواجز يا ولد. ابنِ الأسوار.

ولأن الحواجز جدران مصمتة، لا يخترقها صوت أحد، تحرمك الحماية من أصحاب الوداد والصدق. ومن أن تختبر الطرقات كما ينبغي أن تُعاش. بحلوها ومرّها. بشمسها وغيمها والمطر.

أوراء الغطاء غطاء؟ أتختبئ الحلوة لا لخطر المدينة، بل لأنك لست متأكداً من جدارتها لتغادر القلعة وتمشي في الأسواق؟ أتظن أنها ليست جيّدة كفاية لتُحبّ؟ لتُحترم؟ لتدافع عن نفسها كما يجب عليها أن تدافع عن نفسها.

حقيبتك ممتلئة بالأسرار. أما حان الوقت لترفع حملها عن كتفك؟ الجدران لا تحميك فقط. الجدران حاميها وحراميها. تسرق من العمر لذّته ولذعته. والطفل من وراءها خائف ينتظر طمأنينة النضج.

تقرر أن تنكشف. أن تتعرض للريح. أن تمدّ لسانك وتتذوق قطرات المطر. لا بأس، ولا باس.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s