اشتريت ٢٠ متر قماش. من شعور معيّن. على أساس أن الموقف يحتاج ٢٠ متراً ليغطّيه.
وبعدها اكتشفت إني لست بحاجة لهذه العشرين. أحتاج لثلاثة أمتار فحسب. أجلس الآن أمام دولابي، ألفّ القماش الزايد وأطبّقه كي أضعه أعلى الرف. على جنب.
وقلبي يتعطّف- قليلاً- مع تعطيفة القماش، لأني أعرف خسارته وأعرف أنه مثل الذهب غالي.
ويا سلام على الرخاء والفرح والكرم لو كان الموقف يستاهل العشرين متر. لكنه لا يستاهلها. وماذا نفعل إذن، هكذا حال الدنيا. فنتقبّل الأمر ونمشي. نعطّف ونطبّق ونرفع.
وكمان من حال الدنيا، وحلاوة المشيئة الربانية ولله الحمد والمنّة، أنه سيأتي- لا محالة- وقت وأوقات نفرد فيها الأقمشة ونأتي بالجديد المطرّز المنقّش المخرّم، ونزغرد ونلم حبايب القلب في القلب. فلا حسرة ولا ندم. وإن سمح لنا الزمان والمكان نتحدّث عن القماش الزائد- كما أفعل الآن- في ونسٍ وأُنس، كمان مافي مانع. نعمة ولطف وتطييب للخاطر.