كرم الشطآن

اشتريت ٢٠ متر قماش. من شعور معيّن. على أساس أن الموقف يحتاج ٢٠ متراً ليغطّيه.


‏وبعدها اكتشفت إني لست بحاجة لهذه العشرين. أحتاج لثلاثة أمتار فحسب. أجلس الآن أمام دولابي، ألفّ القماش الزايد وأطبّقه كي أضعه أعلى الرف. على جنب.


‏وقلبي يتعطّف- قليلاً- مع تعطيفة القماش، لأني أعرف خسارته وأعرف أنه مثل الذهب غالي.


‏ويا سلام على الرخاء والفرح والكرم لو كان الموقف يستاهل العشرين متر. لكنه لا يستاهلها. وماذا نفعل إذن، هكذا حال الدنيا. فنتقبّل الأمر ونمشي. نعطّف ونطبّق ونرفع.


‏وكمان من حال الدنيا، وحلاوة المشيئة الربانية ولله الحمد والمنّة، أنه سيأتي- لا محالة- وقت وأوقات نفرد فيها الأقمشة ونأتي بالجديد المطرّز المنقّش المخرّم، ونزغرد ونلم حبايب القلب في القلب. فلا حسرة ولا ندم. وإن سمح لنا الزمان والمكان نتحدّث عن القماش الزائد- كما أفعل الآن- في ونسٍ وأُنس، كمان مافي مانع. نعمة ولطف وتطييب للخاطر.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s