ابتعت التيشرت الهنلي في الصورة أعلاه قبل قليل استعداداً لشتاءات جدّة الناعمة التي تتطلب، فقط، كمّاً طويلاً دافئاً بعض الشيء، وليس خانقاً، عند التمشّي على رصيف الشطّ والتعرّض لضربات الهواء البحريّة.
…
أتابع اليوتيوبر المفضّلة برتني باثجيت (شكراً للأبد لعواطف) وأفكر: كم هي مُترفة.
ولا أقصد بالترف أسلوب حياتها أو ماترتديه من ثياب/ حقائب/ بل أقصد الترف في التفكير العميق بما ترتديه كل يوم. لا أفكر كثيراً فيما أرتديه، أود ذلك لكن ليس لدي هذا الترف.



أختار القطع التي أضيفها لدولابي بعناية. ولا مانع لدي من التخلّي عن قطعة جديدة إن لم أشعر بأنها تواءمت معي بما يكفي. ولكن بمجرد أن تُضاف القطعة للدولاب، لا أفكر كثيرا بعدها في تنسيقاتها. لا أفكر كيف يمكن للقطع أن تظهر تحت الضوء.
لذلك لما أشوف برتني باثجيت باستغراقها العميق في أزياءها اليومية- وهي أصلا مينمالست، يعني تفاضل بين أسود وأسود!- أودّ أن أستغرق وأغوص في الجمال كما تفعل. ثم. خطرت ببالي خاطرة سررت لأجلها.
ترف برتني هو ترفٌ مهنيّ فيما أختارت أن تكرّس حياتها لأجله. الجمال الظاهر الذي يجد ثباته في الداخل. مما يعني أنني أيضاً أتعامل مع ترفٍ مهنيٍّ مماثل. في استغراقي وقراراتي الصغيرة قبل الكبيرة بشأن العمل. هذه فكرة ممتازة. وإن لم أتخلّ بعد عن رغبتي، يوماً ما لأن ما ورانا شي، في أن أصل لمفاضلات برتني على المستوى الشخصي اليومي فيما أرتديه.
استيقظت اليوم وصدري مليء بالغيوم. أودّ أن أعتذر مسبقاً إن كانت تدويناتي السابقة وكذلك الحالية تكرّس بعضاً منها للحديث عن الأحزان. ومعذورة كلّ العذر ألّا تكملي قراءتها. أحاول أن “أفصفص” الأمور برقّة لا تقتحم الشاشة، وأرجو التوفيق في ذلك.
هُديت وأنا أقرأ في سورة البقرة لاسمين من أسماء الله الحُسنى أتيا متتابعين في آخر آية ما. قلت طيّب. خلينا نبتهل إلى الله بهما مئة مرة. أو أكثر. ياواسع يا عليم. يا واسع، يا عليم. هناك أمور عليّ التركيز عليها في العمل، ولا تغرِّك مقدّمة التدوينة وتظنين أنني على اتفاق مع العمل هذه الفترة، لكنّي اتفقت- بيني وبين نفسي- أن أقدّم أفضل مالديّ على قلّته وأؤدي واجباتي. هناك أيام سابقة قدّمت أفضل مالديّ على كثرته وغناه والحمدلله، والموازنة هذه تبعد عني محاسبات الذات أو بمطالبات لا أستطيعها الوقت الحالي.
عملت قليلاً، حان وقت الفطور. وجدت سلة الخبز الطيّب فارغة، هذا يعني أن أهل البيت الأعزّاء قد تناولوا منها العشاء والفطور المبكّر. ألف هنا وعافية. هناك أنواع أخرى من الخبز، توست أبيض وتورتلا، ولكنها ليست مفضّلة لدي. عدت لمكتبي والنيّة آكل تفّاحة. عندي تفّاح أحمر زينةً للناظرين. الحمدلله. ثم تذكرت أنني ابتعت قطعةً مخبوزة من سوبر ماركت زرته لأول مرة في نهار الجمعة. لفتتني سلّة على الكاونتر بينما أحاسب فأضفت قطعة مغلّفة منها للحساب بنيّة أن أعطيها أختي التي تزورنا ذلك اليوم. ثم نسيتها تماماً.
أحب فكرة المخبوزات جداً. لكن أشتهيها في الحقيقة السنة مرة. فتحت الثلاجة طلّعت الخبزة أشوف تاريخ انتهاءها لقيت كمان يومين. قررت أسخّنها وآكلها بلا حماس. خلينا نحذف مهمَة الفطور من قائمة العمل. سخّنتها وأعددت كوباً من الشاي الأحمر.
أكلت نصفها بدون أن أشعر بما آكل. مقرمشة وحارة لكن لا تروق لي. ثم فجأة انتبهت أنها مُسكّرة. هذا السبب اللي يخلّيني أتغصّبها. ولهذا السبب نفسه كانت تخطر ببالي على آخر حدود التفكير الواعي جدّتي حليمة. أوه. هل يُعقل أن دُبّرت لي هذه القطعة لتقدّم لي بعضاً من العزاء؟ هل تذكرني جدّتي وتحنّ علي؟ الفكرة تلتف حول كتفي كشالّ كشميري. طيّب أنا وافقت، وأخذت الهديّة متشكّرة وممنونة.
انتهى البريك، هه. البريك المسكّر وبريك العمل. Bun غير مقصودة. صباح طيّب وأمور جيّدة في الطريق.