تقويم خمسي

أهدتني صديقة اليوم تقويماً مكتبياً للثمانية شهور القادمة. كنت أفكر قبل أسبوع بالضبط بشراء ما يشبهه. جدولت المهمة في قائمة الأمنيات القريبة عندما أذهب للمكتبة، وإذا بما طلبته بالضبط يأتيني بدون استدعاء. أم أنني استدعيته؟

أستيقظ على مرور خمسة أعوام على يوليو ٢٠١٦. وكأنها خمسة عشر عاماً. أو حتى عشرين. جوليا بطرس تقول “ وعن هالأسرار مافي داعي تسألني، لحالي بقلّك هنّ“. في يومٍ ما.

خمس سنوات. لم تنقضِ تماماً بعد، لا هي ولا أهلها. ولكن يعبر بي طيفٌ من شجن عندما أفكر في كل ما مرّ على الروح خلالها. ويحلو لي أن أتخيّل لو أنني أستند بظهري على كنبة الرفيقة العزيزة الوفيّة، وأطلّ معها على الأمور. لأن الطلّة، معها، تداوي وتمنح بعضاً من سلوان يغيب عن بالي أحيانا أننا نستحقه أو نودّه.

خمس سنوات. مرت بثقل، ومرّت بخفّة. كيف؟ يبدو أنني أعرف. وكأن الريح تحملني وتهبّ بي على الدنيا. حرّية. اكتشاف الذات. تساقط الأخطاء عن جذعك. وعمل الصحيح. التركيز على الصحيح. معرفة الصحيح. ودنياي الداخلية حلوة وسُكّرة، وإن أصاب حلاوتها- من وقت للثاني- بعض التعتير، فلا باس. تُقع وتقوم، وتقوم وتُقع.. كما تفعل سحبة كمان لم يرق لها الشجن المكتوب على جبينها. قررت أن تكون سعيدة. سكتت، وتنهدت، ثم تبسّمت.

خميس طيّب، ونهاية أسبوع هانئة.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s