الأحمر لا يلغي البنفسجي

أنهيت للتو مكالمة هاتفية مع زميلة.

مش للتو للتو. ذهبت للوضوء قبلها. لم أصلّ الظهر بعد. لكني أشعر أن الكتابة عمّا أشعر به بعد المكالمة هو تمرين جيّد للتخلّص من الثقل المصاحب، أختمه بالتوجّه إلى القبلة إن شاء الله.

أعمل مع هذه الزميلة على مشروع مع جهة ما. تذهب هي إلى اجتماعات أسبوعية مع الفريق التنفيذي. والفريق التنفيذي مكوّن من شخصيات صعبة تأتي بأجنداتها كل مرة إلى الاجتماع. كل واحد وأجندته، وكل أجندة لا علاقة لها في حقيقة الأمر بالعمل.

أمر مؤسف. لكنه متكرر دائما. من بادي الوقت وهذا طبع الأيام.

الزميلة مهذبة دائماً. تفترض حسن النية طوال الوقت. تؤكد أن الآخرين على صواب، عندهم نظرة، وأنها أخطأت في كذا وكذا.

أقول لها أن الناس أطياف من الألوان. ساعات تثور في دواخلهم أمور تشي بها تصرفاتهم وأحاديثهم. عندما يقول لك الشخص الآخر بأنه ” أحمر”، ليس عليك- من طيبة أصلك- أن تؤكدي لي ولنفسك أنه بنفسجي. قد يكون أحياناً بنفسجياً، لكن لا مانع من أن نتعامل مع احتمال تحوّله للأحمر في أي وقت، وتكون لدينا سيناريوهات مناسبة لهذا التحوّل.

أتتني من الاجتماع وهي مثقلة بمشاعر ضيق وخيبة أمل في أدائها. أقول لها صحيح، أحياناً أداءنا ما يكون ١٠٠٪؜، لكن أحياناً أخرى، وبغض النظر عن مستوى الأداء، الطرف الآخر يودّ أن يوصّلك للشعور بخيبة الأمل في أدائك. هذان أمران مختلفان.

أفهم عفاريتها الداخلية. اللوم الذاتي والمراجعة الدائمة، والمرهقة، لكفاءتها. محفّزات مختلفة تؤثر فيها. ورؤية هذه الرحلة في حد ذاتها محفّز لعفاريتي. العفاريت التي تتأثر أضعاف ماهو معقول برؤية الشخص الطيّب الكفؤ يظن أنه يتعامل مع عالم نزيه، وهو في عالم أبعد ما يكون عن النزاهة.

كنت أود أن أركّز اليوم على مهمة طيّبة في العمل، خصوصاً أنني قضيت الأمس أحدّق في الفراغ محاولة توليد طاقة جديدة أنهي بها هذا الأسبوع. لكنّي أظن أن علي تأجيل هذه المهمة، والتركيز على طرد الأرواح الشريرة التي أيقظتها المكالمة. والأمور سهالات إن شاء الله، أنهي المهمة غداً ونكون استبينا.

أذهب لصلاة الظهر.

نهاية أسبوع طيبة. آمل ذلك.