ما أبى تجارب جديدة. أبى تجارب قديمة أعيدها مراراً وتكراراً. وكي أذهب بي إلى تجربة جديدة، أحتاج لترتيبات بعضها أعرفها وبعضها لازلت لا أعرفها.
منذ أسبوع أقدمت، بكامل قواي العقلية، على خوض تجربة جديدة. وكنت أفكر: لم ألجأ لحلول الأرض، بينما أستطيع الاعتماد على حلول السماء؟ فدعوت. دعوت الله أن يعطي قلبي الاتساع، وخطوتي الإقدام.
إن كنت في حفل لموسيقاك المفضّل. والحفل لازال في أوّله، ولا تزال هناك أغانٍ كثيرة تنتظرك. هل ستفكّر في الذهاب للحفلة المجاورة قبل أن تنتهي حفلتك الأصلية؟
هكذا هي حالي مع تجاربي التي أعرف. تجارب أثيرة وثيرة، لايزال لديها الكثير لتعطيني. أحتاج لعمر كامل كي أستكشفها. لم علي تركها والبحث عن هبّة أدرينالين في أماكن أخرى؟ لا تغريني الفكرة بالمرّة.
لكن في أوقات، نادرة، أحتاج لخوض تجربة جديدة تنفعني، وتساهم في المعنى الذي أريده لحياتي. فأمري على الله.. أجزّ على أسناني، أتحمّل انقطاع روتيني المحبب، وأعصر على قلبي ليمونة، وأذهب إلى هناك. مع الوقت، قد تصبح التجربة الجديدة قديمة، وتضاف إلى ما أحب.
مع التجربة الجديدة التي أخوض أوّلها، دعوت الله أن يسخّرني ويسخّر لي. إن كان على الرغبة، فأنا لست راغبة. كل مافي الأمر أن المصلحة الطيبة اقتضت ذلك، وأنا أتتبع المصلحة. والمصلحة تقول أن هذه المسألة، محتوى التجربة، تحتاج إلى نظر. الشيء الطّيب الذي يفاجئني في كل مرة، أن التفويض، تفويض المسائل إلى رب العباد، يفلح. يحلّها بطرق سحرية لا تستطيع أنت أن ترتبها أو أن تجد تتابعاً منطقياً يشرحها.
أن تخرج من حولك وقوّتك، لتتوجّه إلى حول الكريم الجبّار. بدون مقاومة وبدون مشاعر عنيفة أو حتى حوارات داخلية بينك وبين نفسك.
هذه الفكرة، قدر فعاليّتها وعمقها، قدر ما تحوطها أحراش من مسائل تقدير الذات والسيطرة والفردانية.
أدرك، كلما تقدّمت بالعمر، أنني لا أفعل ما أفعله لأني أفعله. مش أني رغبت في عمله فعملته. أفعل ما أفعله لأن توفيق الله مكّني من أن أفعله. الأمور سهلة؟ ربّنا سهّلها وخلاني أعملها. الأمور صعبة؟ كمان ربّنا سهّلها وخلّاني أعملها.
منطقي إذن لما تتعصلج عليك الأمور أن أذهب لصاحب الأمور وأطلب منه التوفيق والتمرير.
المشكلة أننا نضيّع الطاقة والمجهود والوقت وحلاوة الحياة في محاولات عبثيّة للسيطرة. أنت تستطيع. لكن لو كنت تستطيع، كنت استطعت. لمّا ما تستطيع، هذا يعني أنك ما استطعت. فترفع يديك للسماء، بعبودية واستسلام وتفويض، وتقول يارب. خليني أستطيع. لأن بدون توفيقك أنا ما أستطيع.