أجلس وحدي في غرفة هادئة نهار السبت.
اعتذرت عن مكالمة بدلاً من أجريها وأنا أحتاج لهدوئي. لا أتصفح تويتر. وعندي رواية كلامها فارغ بس لذيذ تنتظرني على الكومودينو. الأنوار مطفئة. والمكان يصطبغ بنور الشمس الهادئ من وراء الستائر.
مع ذلك، لست مسترخية.
هناك طابور من المطالبات ينتظر عند بابي. لا يطرقه، لكني أشعر بوجوده. يتنفّس عند عنقي كما يقول الأمريكان.
أجرّب هذه الأيام أن أتمترس بالكتابة. الوورد برس يهنئني بأنني كتبت أربع تدوينات على أيام متتالية ويأمل ألّا أكسر العادة. وأنوي ذلك إن شاء الله. على الأقل لأكمل أسبوعاً متواصلاً على هذا الحال.
أكتب أيضاً حديث نفسي في تمرين صباحي قبل أن تختطفني المشاغل، أو يختطفني الإحساس بالمشاغل، لا المشاغل نفسها.
اليوم خطر ببالي أنني أستطيع أن أتحصّن أيضاً بالكتب. أن أحيط نفسي بجبال منها، كلما وجدت فراغاً تتسلل إليّ فيه حالة التأهبيّة المنفّرة، أسدّ حلقها بالكتب. بالقراءة المنعمّة المرفهة في بساتين مختلفة عن بساتين معرفتي العادية. مثلاً. مثلاً. هناك كتاب ابتعته منذ سنوات بعنوان ” هندسة القصص”، يشرح كيف يمكنك أن تكتب روايات الجريمة حسب فورملا واضحة. حط ده فوق ده تطلع لك جريمة. أشعر بالفراشات عاملة دوشة في معدتي من مجرد الفكرة. لم لم أقرأ الكتاب حتى الآن؟
كتاب آخر عن تصميم الأثاث الهولندي. كتاب عن نظرية الألعاب. كلها أشياء قريبة مني، لكني لا أتعامل معها في عملي وقراءاتي اليومية. أود أن أعود لها. أود أن أتحصّن بها.
خلّينا نشوف.