هذه الليلة مناسبة لأكل الآيس كريم.
بالأمس، ولأن ليلتي طويلة لأسباب تتعلق بالعمل وبغيره، شربت فنجان قهوتي في العاشرة مساءً. وكان هذا قراراً طيّباً سمح لي بأن أتعامل مع الوقت الممتد أمامي على أنه من يومي، لا أتوقع أن أخلد فيه للنوم قبل الفجر. وهذا ما حصل بالفعل.
اليوم لا أنوي تكرار سهر الأمس. ولكن هناك لامبالاة عجيبة تطالبني بأن أعيش اليوم لآخره. لذلك راودتني نفسي على شرب فنجان في ساعة متأخرة كذلك. جلسنا على طاولة المفاوضات لدقيقة ثم اتفقنا على أن هذه الليلة يناسبها الآيس كريم. فآيس كريم هو.
أحب من الألوان اجتماع الأزرق الداكن مع الأسود، وقبل أيام نوف شاركت صورة فيها اللونين، يكسرهما سوار بفصّ أحمر. وأفكر، بما أن ليلتي تمتد طويلةً أمامي، أن أتسوّق أونلاين، بنطلون أسود وقميص أزرق/ كحلي/ لكنّي أكسّل من أن أتبع الفكرة بالفعل.
أشاهد هذه الأيام مسلسلا كورياً البطلة فيه تمشي بدون قوقعة. ولا أي جدار عازل يحمي مشاعرها من الرضوض والأذيّة اليومية. روحها مطلّة على البحر. وكل يوم تروح البيت ومعها سلّة من الجروح الصغيرة. وسلّة أخرى من لاصقات الجروح الملونة. وأتساءل كيف ممكن أحد يعيش بهالطريقة. وكيف يجتمع في انكشافها القوة والضعف؟
هذه المدوّنة طريقة ما لأتتبّع أفكاري ومشاعري. أبدأها خيط خيط، وكأن قطة مشاغبة أمسكت بخيوط صوف التريكو لبلوفر لم يكتمل، وجريت تلعب بها في الأرجاء.
وهذه الليلة، على ما يبدو، مناسبة فعلاً لأكل الآيس كريم.